محمد بن عمر سعادة المنستيري أصلا، العالم الأديب الشاعر.
ولد بتونس (١) ونشأ بها، وقد ذكر في كتابه «قرة العين» أن أجداده استقروا بتونس منذ العصر الحفصي، وذكر في هذا الكتاب معلومات كثيرة عن عائلته وعن حياته وعن دراسته وأسفاره وبداية توظفه، وتشكى في هذا الكتاب من اعتباره غير بلدي في مدينة تونس، ويمكن أن نستخلص من هذه المعلومات التي يشوبها التناقض أنه هو وأسرته كانوا يعيشون تارة في بلده الأصلي المنستير، وتارة في مدينة تونس، وجده الأعلى قاسم هو الذي عاش بتونس، ومنها أطلق عليه لقب سعادة الذي احتفظت به العائلة فيما بعد.
قرأ على علماء جامع الزيتونة كالشيخ محمد زيتونة المنستيري، ومحمد الحجيج الأندلسي، ومحمد الغماري النحوي، وسعيد الشريف وسعيد المحجوز، ومحمد فتاتة، وغيرهم من أساتذة جامع الزيتونة والمدارس في آخر العهد المرادي. وبعد وفاة شيخه سعيد الشريف بارح تونس وله نحو سبع عشرة سنة قاصدا مصر حوالي ١١٠٥/ ١٦٩٤ فجاور بالأزهر مدة سبع سنوات قرأ فيها على مشايخه وحصل الفقه والنحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان والأصول والحديث، فمن مشايخه بالأزهر المحدث الشيخ علي الطولوني، والعلامة الشيخ أحمد الشرفي الصفاقسي نزيل مصر من علماء
(١) في «عنوان الأريب» أنه ولد بالمنستير بدون ذكر لمصدره على عادته، وعلى كل فإن بقاء صلات عائلته بالمنستير يدل على حداثة عهدها بالإقامة في مدينة تونس لا أنها استقرت فيها منذ العصر الحفصي - كما زعم - لأن هذه المدة المتطاولة تندثر معها كل رابطة بالبلد الأصلي، ولعل المترجم كان يباهي خصمه الشيخ حمودة الرصاع.