محمد الصالح المهيدي، الكاتب الصحفي، المؤرخ الباحث، من الأعلام.
ولد بنفطة الواحة الجميلة بالجريد التونسي التي خرج منها نوابغ أعلام، وتلقى بها تعلمه الابتدائي بالمدارس العربية الفرنسية، ثم التحق بجامع الزيتونة، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع وتابع دروس معهد الحقوق، وأحرز على شهادته وباشر فترة مهنة التدريس، وعرف بآرائه الإصلاحية منذ الطور الأخير من طور التلمذة، ثم وقع تعيينه خليفة (معتمدا) بجربة وباشر هذه الخطة مدة، ثم استقال منها والتحق بجمعية الأوقاف في تونس وسبب استقالته أنه دخل عليه المراقب المدني مرة بدون استئذان فقال له: اخرج واستأذن، فأشعره بأنه المراقب المدني فقال له: أعرف هذا، وأنت أولى الناس باتباع الآداب، وعلم بأن بقاءه في هذه الخطة يعرضه للانتقام والتنكيل، فاستقال، وباشر وظيفته بجمعية الأوقاف، وهذه الحادثة شبيهة بما يروى عن عامل (والي) سبيطلة علي شريط الذي كان متجولا مع المقيم العام في آثار سبيطلة فقال له المقيم العام: أرأيت ما ترك هؤلاء الرجال العظام من آثار؟ فأجابه غفلت عن الرجال العظام الذين أخرجوهم منها (يقصد الفاتحين العرب المسلمين)، وأسرها المقيم العام في نفسه وعزم على الانتقام منه عند رجوعه إلى تونس، وأدرك علي شريط القصد المبيت فبادر بتقديم استقالته.