محمد بن علي بن سعيد الحجري (نسبة إلى بوحجر قرية من قرى المنستير بالساحل التونسي) الملقب نجم الدين، الأديب، الشاعر النحوي، المشارك في علوم.
انتقل به والده وهو صغير إلى تونس العاصمة، فقرأ بجامع الزيتونة على اعلام عصره كمحمد بن قاسم المحجوب، وصالح الكواش، وغيرهما.
وكان ذكيا المعيا طوى المرحلة الابتدائية في مدة قصيرة ولحق بمن تقدمه في التعلم، وظهر نبوغه وتفوقه في وقت مبكر، ولما امتلأ وطابه تصدر للتدريس والافادة، فأظهر تحقيقا وفصاحة مما دعا الطلبة إلى الاقبال على دروسه، وابتدأ باقراء الكتب الكبيرة كشرح الأشموني على الفية ابن مالك، على خلاف العادة المتبعة في أن المدرس عند أول ظهوره يبتدئ باقراء الكتب الصغيرة حتى يتسع أفقه ويرسخ قدمه، ومع هذه المخالفة فقد أظهر تمكنا في العلوم والكتب التي درّسها، وسحر الألباب وأتى بالعجب العجاب.
ودرّس كتاب «الشفا» للقاضي عياض بجامع الزيتونة بعد صلاة الصبح، وحضر يوم ختمه العالم الأديب الحاج محمد ابن الشيخ عبد الله السوسي السكتاني، ومدحه بقصيدة دالية أجابه عنها.
وانتفع به كثيرون كحميدة بن الخوجة المفتي الحنفي، وحسين بن عبد الستار، وغيرهما ولفصاحته وحلاوة تقريره تجلس العامة وراء حلقة درسه.