محمد بن عمر النفزاوي عاش في دولة السلطان أبي فارس عبد العزيز الحفصي (٧٩٦ - ٨٣٧ هـ)، واشتهر بتأليف كتاب «الروض العاطر ونزهة الخاطر» وذكر في مقدمته أنه كتبه في بادئ الأمر بشكل مختصر سمّاه «مصباح الكون» ثم وسّعه وأضاف إليه بناء على اقتراح وزير الدولة آنذاك.
ولتأليف الكتاب قصة طريفة يرويها ريتشارد بيرتون Birton Richard (مترجم الكتاب إلى الإنجليزية) فيقول إن حاكم تونس عرض على الشيخ النفزاوي منصب القضاء لما عرف من علمه بالدين والقانون والأدب والطب، ولم يرغب الشيخ في هذا المنصب، ولكي لا يرفض للحاكم أمرا فقد طلب تأجيل تولّيه مهام القضاء حتى يتمكن من الانتهاء من كتاب يعمل به، فأجيب إلى طلبه، واستطاع إنهاء كتابه وأهدى منه نسخة إلى وزير الدولة آنذاك محمد بن عوانة الزناوي، ولفت الكتاب الانتباه، ولطبيعة موضوعه أصبح من المستحيل أن يسند إلى مؤلفه منصب كمنصب القاضي.
وإن كان يصعب تصديق هذه الحكاية فكتاب كهذا لا يمكن أن يضعه مؤلفه تهربا من تولّي منصب القضاء دون أن تكون لديه نيّة حقيقية واستعداد شامل لتأليف هذه «الموسوعة للسلوك الجنسي» كما وصفه آلان والتون (Walton) فمادة الكتاب وإن لم يذكر النفزاوي مراجعه إلا أنها اعتمدت على العديد من الكتابات الكلاسيكية العربية