فدارهم ما دمت في دارهم ... وأرضهم ما دامت في أرضهم
ثم أن ابن شرف توجه إلى الأندلس بصحبة أسرته عن طريق البحر، واستقر في برجة قرب المرية، وتردد على بلاطات ملوك الطوائف، وفي السنوات الأخيرة من حياته وجه كل عنايته لتعليم ابنه أبي الفضل جعفر الذي حاز شهرة في الشعر والنثر مثل أبيه.
وتوفي بإشبيلية في غرة محرم ٤٦٠/ ١١ نوفمبر ١٠٦٧.
قال ابن بسام «وكان أبو عبد الله بن شرف القيرواني من فرسان هذا الميدان، وأحد من نظم قلائد الآداب، وجمع أشتات الصواب، وتلاعب بالمنظوم والموزون، تلاعب الرياح بأعناق الغصون، وبينه وبين أبي علي بن رشيق ماج بحر البراعة ودام، ورجع نجم هذه الصناعة واستقام، وذهبا في المناقضة مذهبا تنازعاه شرا طويلا وخلّداه ذكرا محمولا، واحتملاه - إن لم يسمح الله - وزرا ثقيلا. وكان أبو علي أوسعهما نفسا وأقربهما ملتمسا ولابن شرف أصالة منزعه وحلاوة مقطعه ومتانة لفظه وسعة حفظه. فتسمع شعره ملآن من وعوعة وجعجعة، ولكن ما أبعد دائما بروحه وأبدعه».
وقد أثنى عليه أبو الوليد الباجي، ووصفه بالعلم والذكاء.
قال ابن بشكوال:«وقد أخبرنا عنه ابنه الأديب أبو الفضل جعفر بن محمد بجميع مجموعات أبيه وكتب بذلك إلينا خطه».
[مؤلفاته]
١) أبكار الأفكار، وهو مختارات من شعره ونثره، وفيه فصل جاء فيه:
«وقد أطلت الوقوف والعكوف على غير ما تصنيف» وقال ابن بسام «ذكر عن ابن شرف أنه يحتوي على مواعظ وأمثال وحكايات طوال» وذكر ابن دحية أنه في جزءين قال ابن بسام ناقلا عن ابن شرف: «وقد تكررت تواليفهم على الأبصار والأسماع، والمكرر مملول بالإجماع.