للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقرأ بجامع الزيتونة، واشتغل بالأدب والعلوم الرياضية وبرع في ذلك كله، ثم رحل إلى مصر فقرأ بها وتفنن على العلاّمة موفق الدين عبد اللطيف البغدادي، ثم سافر إلى دمشق واشتغل بها على العلاّمة تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي.

ثم رجع إلى بلده قفصة فولاّه الأمير أبو زكرياء الأول الحفصي قضاء قفصة. ولأسباب غير معروفة تخلى عن القضاء بعد فترة وتوجّه إلى المشرق عن طريق البحر وصحبته أولاده الثلاثة ومال فغرق الأولاد والمال ونجا هو على لوح مسلوب المال والولد وتجوّل في أقطار الشرق فدخل العراق، وبلاد فارس، والشام، ثم عاد إلى مصر واستقرّ نهائيا بالقاهرة في حدود سنة ٦٣٠/ ١٢٣٣، وفيها تعرّف واختلط بالرؤساء والعلماء والأدباء منهم محي الدين بن ندى القرشي الذي قدّم له بعض تآليفه، ومنهم علي بن موسى بن سعيد الغرناطي المؤرخ والأديب الأندلسي، قال المقرّي في «نفح الطيب» «وجدت بخط ابن سعيد - رحمه الله - في آخر جزء من كتاب «المغرب في محاسن أهل المغرب» ما نصه: أجزت الشيخ الفاضل الأجل أحمد ابن الشيخ القاضي ابن يعقوب يوسف التيفاشي أن يروي عني مصنفي هذا وهو مصنفة علي بن موسى بن سعيد في تاريخ الفراغ من هذا السفر (١)».

ومن أصدقائه بمصر جلال الدين بن مكرم بن منظور الإفريقي والد مؤلف «لسان العرب» وقد عرف هذا الأخير بالتيفاشي فقال في كتابه «نثار الأزهار» «وقد كنت في أيام الوالد - رحمه الله - أرى تردد الفضلاء إليه ... ورأيت الشيخ شرف الدين أحمد بن يوسف التيفاشي في جملتهم وأنا في سن الطفولة لا أدري ما يقولونه غير أني سمعته يذكر للوالد كتابا صنفه أفنى فيه عمره واستغرق دهره، وأنه لم يجمع ما جمعه فيه كتاب وتوفي الوالد - رحمه الله - في سنة ٤٥٦ وتوفي شرف الدين بعده بمدة».

وكتب عن الحافظ ابن حديد، وابن الصابوني، وابن مسدي، وغيرهم. وتوفي بالقاهرة ودفن بمقبرة باب النصر.

[مؤلفاته]

١ - أزهار الأفكار في جواهر الأحجار، ط مع ترجمة إيطالية في فلورنسا سنة ١٨١٨ في ١٥٥ ص، وهذه الطبعة ناقصة عن النسخ الخطية الموجودة من هذا الكتاب في مكتبات أوروبا.


(١) علّق محقق كتاب رايات المبرزين على إجازة ابن سعيد للتيفاشي التي نقلها المقرئ بقوله: « ... وإذن فقد كان التيفاشي أحد القضاة في دولة أبي زكريا بن أبي حفص، وعاش حتى رجع ابن سعيد إلى تونس حوالي سنة ٦٦٠ وروى عنه كتابه».ويلاحظ أن أبا زكريا الحفصي لم يبق إلى سنة ٦٦٠ وفي هذا التاريخ كان المتولي للملك هو ابنه وولي عهده المستنصر وإذن من الدقة أن يقال أحد القضاة في دولة أبي زكريا وابنه المستنصر ثم أن التيفاشي مات قبل هذا التاريخ. والصحيح أنه التقى بابن سعيد في القاهرة لا في تونس، ولعل له به سابقة معرفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>