قضاء الجماعة، والإمامة والخطابة بجامع الزيتونة، والفتيا به بعد الشيخ محمد ابن القاضي عمر القلشاني الحفيد الذي أقعده المرض عن مباشرة أعماله في صفر ٨٨٦/ ١٤٨٢، ثم تخلى عن خطة قاضي الجماعة، واقتصر على مباشرة وظائفه بجامع الزيتونة مع التدريس به، فأخذ عنه جماعة منهم أحمد زروق الفقيه الصوفي المشهور، وأبو النور بن أحمد السوسي، وغيرهما.
وكان إماما محققا ضليعا من الفقه، والمعقول والمنقول واستفتي من خارج تونس، وله فتاوى بعضها في «المعيار» و «المازونية».
توفي بتونس، ويقال إنه مقبور بالمسجد الجوفي (الشمالي) الكائن بنهج الوصفان قرب سوق النحاس بمدينة تونس.
[مؤلفاته]
١) الأجوبة التونسية عن الأسئلة الغرناطية. الأسئلة وجهها له الشيخ محمد بن يوسف بن أبي القاسم العبدري الغرناطي المعروف بالموّاق، فأجابه عنها بهذه الأجوبة المجموعة في سفر لطيف واحتفظ هو بنسخة منها، وقرئت عليه بتونس، وهي بخط أبي النور بن أحمد السوسي أحد تلامذته الذي قرأها عليه، وفي آخرها المصادقة على ذلك بخط المؤلف. وبآخرها ما نصه: «قرى (كذا) جميع هذه الأجوبة على سيدنا وبركتنا وعمدتنا، الشيخ الفقيه الإمام العلم القدوة المفتي الخطيب بالجامع الأعظم من تونس المحروسة أيضا .... الله بركته، وأدام عافيته، قراءة تصحيح قراها عليه ربي نعمتهم، الفقير إلى رحمة الله تعالى، أبو النور بن أحمد السوسي، أغناه الله به».
يليه بخط المؤلف الرصاع ما نصه: «قابل الطالب المكرم المجتهد أبو النور، الجواب المذكور وصحح ذلك من المبيضة تصحيحا على قدر الاجتهاد، والله سبحانه يصلح منا الفساد، ويحملنا على طريق السداد والرشاد، وقال ذلك وكتبه مصليا على نبيه ومولاه وشفيعه محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.