محمد بن محمد طريفة، المقرئ، الفقيه، الأديب، الشاعر، ولد بصفاقس، ومرض في صباح بالجدري فعمي، وحفظ القرآن حفظا جيدا ثم جوّده على علماء القراءات وأخذه بالروايات عن طريق الشاطبية وغيرها حتى ختم بالسبع، وكان حسن الصوت، وقرأ نصيبا من العلم على مشايخ بلده ثم سافر إلى الحج وبعد رجوعه التحق بجامع الزيتونة فأخذ عن أعلامه وقرأ مع جماعة من الطلبة في دار الشيخ محمد الطيب النيفر والد صاحب عنوان الأريب كتبا في الأصول والفرائض والفقه ومصطلح الحديث والعروض، وقرأ بجامع الزيتونة على شيخه محمد الطيب النيفر شرح الدردير على مختصر خليل، وشرح النووي على صحيح مسلم، وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، وعلى الشيخ محمد النيفر جملة من تفسير البيضاوي، وجملة من شرح الأشموني على ألفية ابن مالك، وقرأ المطول في البلاغة على الشيخ سالم بو حاجب وقرأ العقيدة الكبرى للسنوسي وجملة من شرح الشريف الجرجاني للمواقف على الشيخ عمر بن الشيخ، وقرأ على غيرهم، وظهر نبوغه وهو ما يزال تلميذا فأعانه ذوو الفضل ليستمر على الدراسة والتحصيل، ومنح إعانة من جمعية الأوقاف بصفاقس لأنه كان فقيرا، وبعد إحرازه على شهادة التطويع أقرأ بجامع الزيتونة.
وفي سنة ١٢٩٨/ ١٨٧٩ أولاه محمد الصادق باي مفتيا بصفاقس، فرجع إلى بلده ودرّس وأفتى وانتفع به الناس، ويبدو أنه كان له علاقة متينة مع شيخه محمد الطيب النيفر ومع ابنه محمد وهو أصغر منه سنا.