عبد الله بن محمد وقيل محمود الأموي المكفوف، أبو محمد، نزيل القيروان، أصله من سرت، النحوي اللغوي، الأخباري الشاعر.
أدرك أبا الوليد عبد الملك بن قطن المهري، وأخذ عنه، ثم صحب من بعده حمدون النعجة فكان لا يبارحه. قال الزبيدي:«ولم يمت حمدون حتى علا المكفوف، وفضله في أشياء».
وكان صاحب حافظة عجيبة، وذاكرة غريبة، وكان يجلس مع حمدون في مكتبه فربما استعار بعض الصبيان كتابا فيه شعر أو غريب أو من أخبار العرب فيقتضيه صاحبه فيه، فإذا ألحّ عليه أعلم بذلك أبا محمد المكفوف، فيقول له: اقرأه عليّ، فإذا فعل قال: أعده ثانية ثم يقول: ردّه على صاحبه ومتى شئت فتعال حتى أمليه عليك (الزبيدي).
وعليه قرأ الناس الشروح، وإليه كانت الرحلة من إفريقية والمغرب، ومن تلامذته أبو القاسم إبراهيم الوزّان.
هجاه أبو إسحاق بن خنيس فأجابه:
إن الخنيسي يهجوني لأرفعه ... إخسأ خنيس فإني غير هاجيك
لم تبق مثلبة تحصى إذا جمعت ... من المثالب إلاّ كلها فيك
وكان على صلة بابن الصائغ صاحب البريد، وصله منه نحو خمسمائة دينار، سوى الخلع وقضاء الحوائج والبر والإكرام، ولا كان يسأله شيئا إلاّ إذا كان يوم الجمعة بعث في طلبه دابته وابنه وأحضر على مائدته.