وممن أخذ عنه المؤرخ أحمد بن أبي الضياف، أخذ عنه صحيح البخاري قرأ عليه أبوابا منه وأجازه فيه بسنده، وكان ذلك بمحضر حفيده محمد ليلة عرسه فقال للحاضرين متحدثا بنعمة الله «ابني هذا نعمة غير مترقبة، وذلك أن أولادي وأمهم ماتوا في الطاعون الجارف (١) وبقيت وحدي في البيت، وعزمت على العزبة فكتب إليّ أبي بالتزوج فأخبرته بما عزمت عليه آيسا من الولد، فكتب إليّ:«لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون» فعند ذلك قلت له:
أمري بيدك، فزوجني من بنت الشريف الفلاّري، فحملت بشيخكم ابني محمد، ولما ولد قلت هل يعيش حتى نراه يقرأ كأخيه الميت؟ فعشت حتى رأيته مدرسا، وعشت حتى رأيته مفتيا معي، ولما ولد له صاحبكم محمد قلت: هل يعيش حتى نراه يقرأ؟ فعشت حتى رأيته - والشكر لله - من نجباء الطلبة، هذه ليلة عرسه وفضل الله أوسع من هذا».
[تآليفه]
١ - حاشية على شرح الشيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي المصري على مختصر المنار لابن حبيب الحلبي المتوفى سنة ٨٠٨/ ١٤٠٦ فرغ منها في ٥ جمادي الثانية سنة ١٢٢٦.
٢ - حسن النبا في جواز التحفظ من الوباء. وقعت محاورة بينه وبين معاصره الشيخ محمد المناعي المالكي في شأن عدوى مرض الوباء، وما تتخذه الدول من الحجر الصحي (الكرنتينة) برا وبحرا لإيقاف خطره ومنع تسرب عدواه. ومن رأي صاحب الترجمة صحة القول بالعدوى، وألف هاته الرسالة في ذلك، وهاته المحاورة أشار إليها الشيخ رفاعة الطهطاوي في صدر رحلته ويبدو أنه ألفها على إثر الطاعون الجارف الواقع في عهد محمد علي سنة ١١٩٩/ ١٧٨٥ والذي دام أكثر من عامين. ط. بمط. الإعلام، القاهرة ١٣٠٢ هـ في ٢٦ ص، والمط الرسمية بتونس.
٣ - التعريف بالأجداد البيارمة (وهي عند الزركلي في الإعلام، التعريف بالأسرة البيرمية) مخطوطة في ٦٠ ورقة عند الأستاذ خالد ابن المؤرخ محمد بن الخوجة الأستاذ بكلية الآداب بالجامعة التونسية وأصلها من كتب خليل الطواحني.
٤ - رسالة في بيع الوفاء.
٥ - رسالة في الطلاق.
٦ - رسالة في رجوع الموصي عن وصيته بعد أن اشترط عدم الرجوع نحا فيها منحى المجتهدين من أهل الترجيح، وقلد المذهب المالكي، وقرضها علماء عصره وتلقوها بالقبول كالشيخ حسن الشريف والشيخ إبراهيم الرياحي.