محمد بن صالح بن ملوكة التونسي، المفسر، الفقيه، الزاهد، الصوفي، الفرضي، الحاسب، قال تلميذه ابن أبي الضياف:«له قدم راسخ في العلوم العقلية كالحساب والهندسة، وله في معارف التصوف ذوق واطّلاع، ورسوخ قدم، وطول باع».
أخذ عن الشيخ إبراهيم الرياحي، وعن الشيخ أحمد بو خريص الفرائض، ولازمه، والشيخ حسن الشريف، والشيخ محمد الطاهر بن مسعود.
درّس بجامع الزيتونة وبغيره من المساجد القريبة من زاويته وبزاويته.
أخذ عنه غالب مشاهير القرن الثالث عشر منهم، أحمد بن أبي الضياف، ومحمد النيفر، وأخوه صالح، وسالم بو حاجب، وعمر بن الشيخ، وحسن شبيل، ومحمد الجدي، وبالإجازة الشيخ محمد عليش المصري الليبي الأصل، وكان يعلم القرآن بزاويته، واختار تعليم القرآن على أسلوب لم يسبق إليه، فكان التلميذ يخرج من زاويته حافظا للقرآن عارفا بالرسم، عارفا بضروريات دينه وتقويم لسانه حافظا لمتون علمية، ويروض أبدانهم خشية السآمة بالمصارعة والرماية وتلقف الكرة وغير ذلك، والتلامذة يسكنون بالزاوية، وكان يجالس تلامذته ويذاكرهم في المسائل، ويباشر معهم الألعاب الرياضية كالرماية التي كان ماهرا فيها، وكان يدرب تلامذته على ممارسة الصلاة والمواظبة عليها في أوقاتها،