علي الدوعاجي الشاعر الزجال، وناظم الأغاني، والقصاص، والكاتب المسرحي، والرسام، فهو من أخصب أدباء عصره مواهب وانتاجا.
ولد بتونس من أسرة تنتمي إلى البرجوازية الصغيرة، وهي تنحدر من أصل تركي.
مات أبوه وهو في سن الثالثة من عمره فربته أمه تربية ناعمة نشأ عنها مدللا لم يذق فيها طعم الفقر والجوع والحرمان.
تلقى تعلمه الابتدائي في المدرسة العرفانية القرآنية، وتخرج منها ملما بالعربية والفرنسية، ثم اشتغل أجيرا في متجر الباهي المبزع، ثم تخلى عن ممارسة هذه المهنة وأصبح من رواد بعض المقاهي التي كانت أمكنة لقاء رجال الأدب والفكر في عصره مثل مقهى المرابط، ومقهى القصبة، ومقهى البانكة العريانة ... وتعرف في هذه المقاهي على ثلة من رجال الأدب كأبي القاسم الشابي، ومصطفى خريف والطاهر الحداد، والهادي العبيدي، ومحمد الحبيب، وعلي الجندوبي، والعربي الكبّادي.
وكان ينام النهار، ويسهر بالليل في المقاهي والأندية مثل نادي المجانين، وفي هذا الطور من حياته أدمن على تعاطي المخدرات حتى أودت بحياته فمات بمستشفى الرابطة في ٢٧ ماي ١٩٤٩.
بدأ حياته رساما وخطاطا بمجلة «العالم الأدبي» لصاحبها زين العابدين السنوسي، ثم اتصل بمحمود بيرم عند قدومه تونس سنة ١٩٣٢، وعنه تعلم فن الزجل، ونبغ فيه فيما بعد.