محمد العيد بن خليفة بن محمد بن أبي القاسم بن حسن الحسني الجباري، الأديب الشاعر والمناضل الوطني، نزح والده من الجزائر، واستقر بتونس مع أسرته.
زاول المترجم تعلّمه بجامع الزيتونة، والمدرسة الخلدونية، واعتنى بنظم الشعر يدوّن فيه خواطره وشارك في الحزب الدستوري الجديد، وأظهر نشاطا في صفوفه فألقي عليه القبض مرات عديدة، والمرة الأخيرة والسابعة كانت في ١٢/ ١٩٣٩/١٧، وفي هذه المرة ألقت والدته بإنتاجه الشعري في النار، وأعاد جمعه من جديد ملتقطا له مما نشرته له الصحف، وما راسل به أصدقاءه ورفاقه، ونشر جميع ذلك في ديوان سمّاه «اللهيب»(الدار التونسية للنشر، تونس ١٩٧٤)، قال الأستاذ المرحوم محمد المرزوقي في تقديم ديوانه: «إن آثار العيد الجباري ليست من الآثار التي يهملها الإنسان، أو يستطيع السكوت عنها، فهي تمثّل مرحلة هامة من مراحل الكفاح التونسي ضد الاضطهاد الاستعماري عاشها العيد الجباري، وكان من أبطالها وضحاياها أيضا، وسجّل لنا أطوارها في شعره طورا طورا ومرحلة مرحلة، فهو يصف لنا السجون وأعوان السجون، والجندرمة والشرطة والمحاكم الفرنسية وما يجري في هذه الجهات كلها، وإلى جانب ذلك كله يصف لنا في شخصه إصرار الوطنيين على الكفاح والمقاومة، ويزيد هذا الشعر قيمة أنه قيل في زمن لم يجرؤ فيه الشعراء أمثاله على