صالح بن عمر سويسي الشريف القيرواني، الاديب الشاعر، والقصاص، المصلح.
ولد بالقيروان ونشأ بتونس حيث ارتحلت إليها أسرته وعلى رأسها والده في سنة ١٢٩٦/ ١٨٧٦، واستظهر فيها القرآن بالكتاب، ثم عاد إلى القيروان صحبة والدته، وبقي والده بتونس لقضاء مآرب له فمكث نحو سنة، ثم عزم على الرحيل فمات فجأة ليلة سفره في شهر رمضان عام ١٣٠٧/ ١٨٨٧.
ولم يزاول تعلمه بغير الكتاب إلا أنه كان شديد الولوع بالمطالعة، يطالع ما ظفرت به يده من صحف ومجلات شرقية وكتب ودواوين شعر، وتأثر بمدرسة الشيخ محمد عبده الاصلاحية وبتلامذته، ونظم الشعر ذا النزعة الاجتماعية والنزعة الاصلاحية الدينية، ونشرت له الصحف التونسية كالزهرة والنهضة والحاضرة والتونسي والصواب شعره وخواطره وآراءه، وبعث بانتاجه إلى مجلة «الاسلام» المصرية، ومجلة «الفنون» وغرضه - كما قال - هو إيقاظ بني وطنه خصوصا والمسلمين عموما إلى السير على ما كان عليه السلف الصالح وسلوك الناشئة سبيل الرشاد، لكن مقصده هذا النبيل لم يخل من تألب الحساد والمبغضين عليه فحاكوا ضده الدسائس، وزعموا أن له يدا في السياسة والانتقاد على الدولة، وحرروا هذه الدعاوي إلى الكتابة العامة، وجاء إعلام إلى المراقب المدني بالقيروان بتوجهه إلى القسم الأول بالوزارة الكبرى فتوجه إليه سنة ١٣١٥/ ١٨٩٥، ولما مثل بين يدي الوزير الأكبر سئل عما بلغ مسامع الوزارة فأجاب بما ظهر فيه براءته مما