محيي الدين ابن الشيخ محمد بن عبد القادر القليبي، السياسي والعامل في الحقل الديني، والكاتب الصحفي، ينحدر من أسرة نزحت من بلدة قليبية بالوطن القبلي، واستقرت بتونس العاصمة منذ القرن الثاني عشر/الثامن عشر ميلادي.
كان أبوه يعمل كاتبا بالدائرة السنية منذ عهد علي باي، وهو شيخ الطريقة العيساوية بضاحية المرسى، ووالدته هناني بنت الصحبي أصيلة بلد القيروان، ومن سلالة السيد الصحابي (الصحبي) أبي زمعة البلوي.
حفظ القرآن بالكتاب ثم انتقل إلى جامع الزيتونة بطريقة الانتساب الحر حتى وصل إلى المرتبة النهائية، ثم انقطع عن الدراسة لينضم إلى طليعة الرواد المصلحين والشباب المثقف الذي يتحسس طريق الخلاص من جور الحكم الاستبدادي والاستعمار.
لما أطلق سراح الشيخ عبد العزيز الثعالبي في سنة ١٩٢٢ كان من بين من وفدوا للتهنئة، وألقى بين يدي الثعالبي خطابا كان له الأثر الكبير، واستحسن الثعالبي جرأة هذا الشاب الذي جاء ينصحه في هذه المناسبة، وحذره من أن يداخله الغرور نتيجة ما يشهده من توافد القوم عليه الذين غصت بهم دار الشيخ علي كاهية بنهج الباشا، ولفت نظره إلى العمل الكبير، والكفاح الشاق الذي ينتظره في المستقبل، فأعجب به الثعالبي كثيرا، ومن يومها دعاه إلى الالتحاق بالحزب الحر الدستوري والعمل في صفوفه بحيث لم تمض أشهر قلائل حتى انتخب