عضوا في اللجنة التنفيذية للحزب القديم. ثم أصبح الكاتب العام بعد عام ١٩٢٥، فتحمل الأمانة، ووجد في ذلك العمل ما يشنبع طموحه فتصدى لمقاومة الاستعمار، ومقارعة دعاة الانخذال، يخطب في المجتمعات والندوات، ويحبر المقالات الجريئة للصحف، والتي كان يوقعها بأسماء مستعارة عديدة منها: مؤمن، مسلم، وطني، دستوري، عصام إلخ ... ويعلل إمضاءاته تلك أنه لا يكتم اسمه خوفا من المسئولية ولا خشية الانتقاد، لكن في نفسه ميل إلى الانزواء، وهو لا يكتب إرضاء للناس، أو لاكتساب ما يمنّ به بعضهم على الكاتبين من فخم الألقاب لكنه يكتب ليمثل عواطفه ويصور آراءه فيما يعرض من أحداث ذات أهمية، ومن الجرائد التي حرر فيها، ومدها بحرارة إيمانه وطيب بيانه، الاتحاد، الأمة، وقد تولى رئاسة تحريرهما مدة، لسان الشعب، المشير، النذير، النديم، العصر الجديد، الصواب، الإرادة، مرشد الأمة، وفي فترة من الفترات ترأس تحرير جريدة الزهرة أقدم الصحف التونسية.
لقد كان المترجم يواجه جبهات متعددة في كفاحه: الاستعمار، مقارعة الصحف الاستعمارية والرد عليها، دعاة الانخذال المطالبين بالإصلاحات والاندماج، ويمثلهم الحزب الإصلاحي وزعيمه حسن قلاتي المحامي، المتميعين من المثقفين ودعاة التحرر الزائف، ثم الطرق الصوفية وزواياها التي أصبحت خلايا للانهزامية والتطرف في البدع التي ليست من الكتاب والسنّة في شيء إلى آخر تلك السلسلة من الضلالات والانحرافات التي قارعها المترجم بإيمان الفدائي الصابر وحيدا.
يقال إن الشيخ الثعالبي قال له عند سفره إلى المشرق «جعلت الحزب أمانة في عنقك».
قدم للمحاكمة في ١٦ فيفري سنة ١٩٢٤ بسبب مقال نشره في جريدة «العصر الجديد» واشتهر في ذلك الوقت بأنه مثل السرطان