عبد العزيز بن أبي بكر القرشي المهدوي، كان أميا من كبار الصوفية، وعلى أميته يقرأ القرآن وكان يلبس مرقعة زنتها سبعون رطلا.
حضر محي الدين بن العربي مجالسه عند إقامته بتونس قبل انتقاله إلى المشرق، ونوّه بشأنه في كتابه «الفتوحات المكية» وفي الرسالة التي وجهها إليه من مكة في ربيع الأول سنة ٦٠٠ وتعرف برسالة «روح القدس» وتسمى أيضا «بمشاهد الأنوار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية».
وصرح باسمه في همزيته، ويظهر أنه استفاد منه علما وحقائق ما كان يعرفها من قبل لأنه لم يخف إعجابه به، ولقد ميزه عن شيوخه بثناء وتقدير وإعجاب.
ويقال إن أبا مدين استقر بتونس مدة عند رجوعه من الحج، وكان يجتمع بمسجد بسوق السكاجين (وإلى يومنا هذا يسمى بمسجد أبي مدين) بالشيوخ عبد العزيز المهدوي، وأبي سعيد الباجي، وأبي علي النفطي، والطاهر المزوغي السافي، وجرّاح بن خميس، وأبي عبد الله محمد الدباغ (والد صاحب معالم الإيمان) وأبي محمد صالح بن محمد بن عبد الخالق التونسي، وأبي يوسف الدهماني، فهو إذن ممن أخذ عن أبي مدين.
وتلامذة المترجم كثيرون منهم أبو سعيد الباجي الذي تولى غسله بعد وفاته (التي كانت في رجب أوت) وصلّى عليه، ولحده في قبره بمرسى جرّاح (كانت تعرف في القديم ابن عبدون، وجرّاح هو ابن خميس دفين