[٦٤٦ - ابن راشد الرعيني (١٢٨ - ١٨٣ هـ)(٧٤٦ - ٧٩٩ م)]
البهلول بن راشد الحجري الرعيني، مولاهم، أبو عمرو الفقيه الزاهد الناسك.
ولد بالقروان، ونشأ بها، ورحل إلى المشرق لطلب العلم، فروى عنه مالك بن أنس، والثوري والليث بن سعد، ويونس بن يزيد، وموسى بن علي بن رباح اللخمي، والحارث بن نبهان، وسمع بالقيروان من عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.
وسمع منه بالمشرق عبد الله بن مسلمة القعنبي، وسمع منه بالقيروان سحنون بن سعيد، وعون بن يوسف الخزاعي، وأبو زكرياء الحفري، ويحيى بن سلاّم، وغيرهم.
وكان شديد التمسك بالسنّة، وكان سحنون يقول: أنا اقتديت في ترك السلام على أهل الأهواء وترك الصلاة عليهم، بفعل البهلول، وعن سعيد بن الحداد ما كان بهذا البلد أحد أقوم بالسنّة من رجلين:
البهلول بن راشد في وقته، وسحنون بن سعيد في وقته.
قال المالكي، قال سحنون مثل العلم القليل في الرجل الصالح مثل العين العذبة في الأرض العذبة، يزرع عليها صاحبها زرعا فينتفع به، ومثل العلم الكثير في الرجل الغير الصالح مثل العين الخرّارة في الأرض السبخة تهدر بالليل والنهار لا ينتفع بها، ويقول على أثر هذا البهلول كان رجلا صالحا، ولم يكن عنده من الفقه ما عند غيره نفعنا