للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٠ - ابن الجزار ( ... - ٣٦٩ (١) هـ‍) ( ... - ٩٨٠ م)

أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد الجزار القيرواني، الطبيب ابن الطبيب، الواسع الثقافة، المشارك في الأدب والتاريخ والجغرافيا والفلسفة، وكان عمه أبو بكر طبيبا ممن لقي إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، وصحبه وأخذ عنه.

وكان لابن الجزار يد في سائر العلوم، مستقيم السلوك لم تحفظ عليه زلة قط، ولا أخلد إلى لذة، يشهد الجنائز والأعراس، ولا يأكل فيها، ولم يركب إلى أحد من رجال القيروان ولا إلى سلطانها إلا لأبي طالب بن عبيد الله المهدي، وكان له صديقا قديما يركب إليه كل جمعة لا غير، ويرحل كل عام إلى المنستير لقضاء الصائفة بها وقد جعل غلامه رشيقا في سقيفة داره، وأعد بين يديه جميع المعاجين والأشربة والأدوية، فإذا رأى القوارير (أي قوارير بول المرضى) بالغداة أمر المرضى بالجواز إلى الغلام، وأخذ الأدوية منه نزاهة لنفسه أن يأخذ من أحد شيئا. قال ياقوت الحموي:

«وكان له معروف كثير، وأدوية يفرقها على الفقراء».

وكان يملك مكتبة نفيسة مشتملة على كتب الطب وغيرها، قال ابن جلجل: «ولما مات وجد له أربعة وعشرون ألف دينار وخمسة وعشرون قنطارا من كتب طبية وغيرها» قال كشاجم يمدحه ويصف كتابه «زاد المسافر» (البحر الطويل):


(١) كذا في «البيان المغرب» لابن عذاري وفي «معجم الأدباء» لياقوت «وكان في أيام المعز لدين الله في حدود سنة خمسين وثلاثمائة أو ما قاربها» وفي «معجم المؤلفين» لعمر رضا كحالة توفي حوالي ٣٩٥/ ١٠٠٤ وفي «الاعلام» للمرحوم خير الدين الزركلي توفي نحو ٣٥٠/ ٩٦١ وكذا في دائرة المعارف الاسلامية وفي «هدية العارفين» لاسماعيل البغدادي «توفي مقتولا بالاندلس سنة ٤٠٠» وهذا من مجازفات البغدادي المعهودة لأن ابن الجزار لم يرحل إلى الأندلس ولا مات بها وكان في نيته الرحلة إليها فلم يتم له ذلك وتوفي عن سن عالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>