محمد الحبيب، الفقيه الأديب، الكاتب المسرحي، ينحدر من سلالة تركية نزلت البلاد التونسية فاستوطنت أولا بنبلة من قرى المنستير، ثم انتقلت إلى العاصمة التونسية، وبها ولد ونشأ وتلقى تعليمه، وهو شخص خصب المواهب، متعدد الجوانب، فهو فقيه محقق، وكاتب مسرحي، اقتبس وترجم بعض المسرحيات كابن السبيل وأنشأ بعضها بقلمه، وباحث له جولات في التاريخ، وعارف بالموسيقى.
نشأ في بيئة متأثرة بالتربية الإسلامية، وقرأ أولا بالكتاب فحفظ القرآن الكريم، ثم دخل المدرسة القرآنية، وبعدها التحق بجامع الزيتونة، وظهرت تباشير نبوغه فكتب في مجلة «البدر» قبل العشرينات، ومنها استمر في الكتابة بالصحافة إلى آخر حياته، وفي تلك الفترة اتصل بالمسرح، وتتلمذ مع زملائه على الممثل المصري جورج أبيض، وانغمس في الفن المسرحي باذلا ما في وسعه للنهوض به، فأدار كثيرا من الجمعيات التمثيلية منها جمعية الكوكب التمثيلي، وكتب الروايات التمثيلية، وكان من كبار المساهمين في بعث المدرسة القومية للمسرح ودرس بها وتخرجت عليه منها طائفة، وكان يشجع الحركات الطلابية على ممارسة المسرح، والاستفادة منه سواء بتونس أو خارجها.
ساهم في تأسيس جمعية المعهد الرشيدي للموسيقى، وكان رئيسا مساعدا لهذه الجمعية من سنة ١٩٦٤ إلى سنة ١٩٧٣.
وكان مربيا ممتازا فدرّس العربية في المدرسة القرآنية التي كان يديرها الشيخ محمد مناشّو وتخرجت عليه ثلة كانت لها مكانة مرموقة في العلم