الخروج إلى سوسة بعلة حسن هوائها، وبقي على ذلك لا ينتفع به أحد إلى أن احتل الترمان المهدية سنة ٤٨٠/ ١٠٨٧ ودخلوا قصر الأمير تميم بن المعز، وهذه الحادثة خفضت من مكانة الأمير تميم وكل حزبه، وهان على الناس وداراهم، فظهر المترجم، وافتى ودرّس، وانتفع به الناس، وهذا الموقف العجيب من المترجم أهو شماتة من تميم أم ابتهاج بنكبته على أيدي الترمان وفي الحادثة مس باستقلال البلاد وقربها من حافة الاستعباد من عدو تتحلب أشداقه للاستيلاء على البلاد، ولهذا قال الشيخ الحجوي في «الفكر السامي» معلقا على هذا الموقف: «وأنا لا أعجب من انبساطه وانقباضه لقد فسدت أحوال وأخلاق ذلك الزمان، ولذلك كانت دولة أفريقيا في اضمحلال حيث صارت أفكار أكابر علمائها وأعمال أمرائها إلى ما سمعت».
توفي بسوسة، ودفن في ضاحية من ضواحيها تنسب إليه الآن «سيدي عبد الحميد».
له تعليق على المدونة أكمل به الكتب (الأبواب) التي بقيت على التونسي.
[المصادر والمراجع]
- ترتيب المدارك ٤/ ٧٩٤ - ٩٦، الديباج ١٥٩، شجرة النور الزكية ١١٧، الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي ٤/ ٥١، معالم الإيمان ٢/ ٢٤٨ - ٤٩، هدية العارفين ١/ ٥٠٥، بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) ٢/ ٧٣١.