للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفاة الشيخ محمد معاوية، وسمي خطيبا بجامع يوسف صاحب الطابع سنة ١٢٧٨/ ١٨٦٢، ثم نقل إلى جامع محمد باي المرادي خلفا عن والده عند وفاته وقد امتاز بين خطباء عصره بارتجال خطبة الجمعة مع الايجاز احتفاظا بالوقت لاداء فريضة الجمعة على أصح الأقوال الواردة في تعداد الخطبة في المصر الواحد.

وفي أثناء قيامه بوظيفة الافتاء ظهرت مواهبه العالية في الفقه من تطبيق النصوص على مقتضيات الأحوال، وترجيح ما هو الأولى منها بالترجيح، فكان مائلا إلى الاجتهاد المذهبي، مستندا إلى علم أصول الفقه لتحرير مناط الحكم ودفع التعارض بين النصوص، ويضيف إلى ذلك الاطلاع على المذاهب الإسلامية، وكان في فتاويه متفتح الذهن، جيد الفكر، عارفا بما دخل على المجتمع من تطورات سياسية واجتماعية، والأحكام الشرعية المناسبة لها وبهذه المواهب الخصبة كان من أكبر المؤيدين لأصول قانون عهد الأمان والنظم المتفرعة عن تلك الأصول، وصدرت عنه الفتاوى المحررة، حاز بها شهرة في التحقيق والتحرير لا في تونس فحسب بل في أقطار المغرب والمشرق.

وكان في طليعة رجال الدين الذين اعتمد عليهم الوزير المصلح خير الدين في سبيل انجاز برنامجه الاصلاحي، فشارك في تأسيس نظام جمعية الأوقاف، وفي تأسيس المدرسة الصادقية، وفي اصلاح ترتيب الدروس بجامع الزيتونة.

وأقعده المرض ثلاث سنوات بمنزله ثم طغا المرض وازدادت مضاعفاته وافقده حياته ولحق برحمة ربه في ذي الحجة سنة ١٣١٣/ ١٨٩٦.

[مؤلفاته]

١) اختام على أحاديث من صحيح البخاري.

٢) تقارير على حاشية الشيخ عبد الحكيم السيالكوني على تفسير البيضاوي.

٣) تكملة حاشية والده على الدرر.

<<  <  ج: ص:  >  >>