النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيّون، أبو حنيفة، ويقال له القاضي النعمان، وهو كبير فقهاء الشيعة الإسماعيلية، وله مواهب تاريخية وأدبية.
وربما كان إسماعيليا منذ نشأته لأنه لما زالت الدولة الأغلبية، وحلّت محلّها الدولة الفاطمية وجد طريقه إلى الوظائف العالية بسهولة من صاحب الخبر إلى أمين المكتبة إلى قاضي القضاة، خدم المهدي والقائم، والمنصور، والمعزّ لدين الله، وقدم معه إلى مصر، وهو كبير قضاته، وتوفي بها في آخر جمادى الثانية أو أول رجب سنة ٣٦٣/ ٢٧ مارس ٩٧٤.
استقضاه المنصور ثالث الخلفاء العبيديين بطرابلس الغرب، وبعد إخماد ثورة أبي يزيد الخارجي استقدمه المنصور من طرابلس بعد فراغه من تأسيس عاصمته الجديدة المنصورية، وأمره أن يقيم صلاة الجمعة والخطبة بجامع القيروان، وعهد له بقضاء المنصورية والقيروان وسائر مدن إفريقية وأعمالها.
وفي أيام المعز كانت شخصية النعمان تأخذ أبعاد غير الأبعاد الرسمية، فلم يعد مجرد قاضي القضاة الموظف بل أصبح يسهم في تركيز الدعوة وفي بسط قضيتها، وتدوين فقهها، ويسجّل أمجادها وأحداثها مما جعل منه دعامة متينة للفقه الشيعي والفكر الإسماعيلي،