محمد بن محمد بن وشاح ابن اللباد اللخمي ولاء، مولى الأقرع مولى موسى بن نصر اللخمي، أبو بكر، العالم الفقيه.
تفقه بيحيى بن عمر، وأخذ عن أخيه محمد بن عمر، وابن طالب، وحمد يس القطان، وأحمد بن مزيد، وعبد الجبار بن خالد، والمغامي، وسمع من الشيوخ الجلّة الذين كانوا في وقته كأبي بكر بن عبد العزيز الأندلسي المعروف بابن الجزار، والزبير وغيرهم.
وممن روى عنه زياد بن عبد الرحمن القروي، ودرّاس بن إسماعيل، وغيرهما.
قال الخشني:«كان عنده حفظ كثير وجمع للكتب وله حظ وافر من الفقه والحفظ، فشغله باسماع الكتب عن التكلم في الفقه، وكانت مذاكرته تعسر لضيق في حلقه وكأنّ في حلقه شيئا».
قال أبو العرب: وكان مفتيا جليل القدر، عالما باختلاف أهل الدين واجتماعهم، مهيبا مطاعا أصابته محنة في زمن العبيديين فسجن ثم أخرج من السجن وشرطوا عليه أن لا يفتي، ولا يستمع عليه أحد، ولا يفتي إلاّ بمذهب الدولة العبيدية، فلزم داره، وأغلق بابه، ولا يسمع إلاّ خفية، تأتي الطلبة إلى داره فيفتح لهم خادمه فإذا اجتمعوا أتته خادمته فيدخل ويغلق عليهم فيقرءوا، وكان منهم أبو محمد التبان، وابن أبي زيد، وغيرهما وكانوا ربما جعلوا الكتب في أوساطهم حتى تبتل بعرقهم، فأقاموا على ذلك إلى أن توفي.