نتيجة لهذه العلاقة قد أفاض حسين بن علي على المترجم العطايا والصلات ما أثلج صدره، وجعل عيشه رغدا، وأطلق لسانه بالمدح وتخليد المآثر.
[مؤلفاته]
١) الحلل السندسية في الأخبار التونسية، وهو كتاب أرّخ فيه للعهد التركي إلى عهد الأمير حسين بن علي باي إلى قيام علي باشا ضد عمّه حسين بن علي، وأتمّه سنة ١١٤٤، ورتّبه على ثمانية أبواب؛ الأول في التاريخ العام، والثاني في أخبار العرب، والثالث في إفريقية، والرابع في قرطاجنة، والخامس في تونس، والسادس في ملوكهم، والسابع في الأمراء الذين تولّوها تحت آل عثمان، والثامن استطرادات وأخبار مفصّلة (ينظر تاريخ آداب اللغة العربية).
ألّف الكتاب برغبة من الأمير حسين بن علي، ولمّا أتمّ الجزء الأول استدعاه الأمير إلى قراءته في جمع من العلماء، فأعجب به الملك والحاضرون، وأغدق عليه الأمير الصلات الجزيلة.
أتمّ تأليف الجزء الأول سنة ١١١٧ والجزء الثاني كتبه سنة ١١٣٨، والكتاب يشتمل على أربعة أجزاء، والجزء الرابع والأخير مفقود، وقد تناول في هذا الجزء تاريخ تونس من سنة ١١٣٧ إلى سنة ١١٤٧ وهي نفس الفترة العصيبة التي احتدّ فيها الخلاف بين حسين علي وعلي باشا، ويبدو أنه ذكر تفاصيل هذه المحنة، ومن الطبيعي أن يكون ميله مع مخدومه الأمير حسين بن علي، فليس غريبا بعد ذلك أن يكره علي باشا الإبقاء على كتاب يسجّل مخازي ثورته على عمّه فأحرق هذا الجزء، ولم يبق منه عينا ولا أثرا، وهو ما أثبته الوزير الشيخ حمودة بن عبد العزيز في مقدمة