ولد بصفاقس وكان والده تاجرا ميسور الحال فاعتنى بتربيته فتلقى تعليمه الابتدائي أولا في الكتاب حيث حفظ القرآن، وتعلم الكتابة ومبادئ العربية، وبعد مبارحة الكتاب صار يحضر حلقات الدرس المنعقدة بمساجد المدينة فأخذ القراءات بالجامع الكبير على الشيخ عبد السلام الشرفي باش مفتي صفاقس، والنحو على الشيخ أحمد الكراي إمام الجامع المذكور وخطيبه، وعلى الشيخ الطيب بن عبد السلام الشرفي بجامع الامام اللخمي، والنحو والفقه على الشيخ محمود الشرفي الازهري إثر عودته من مصر بزاوية سيدي علي الكراي، وقرأ شرح التاودي على تحفة الحكام لابن عاصم، وصحيح البخاري على الشيخ محمود الكتاري بمسجد سيدي عبد الرحمن الطباع وسيدي الياس ليلا.
وحوالي سنة ١٣٠٦/ ١٨٨٨ أحدثت أول مدرسة ابتدائية لتعليم الفرنسية والعربية في المدرسة الحسينية، ولم يقع إقبال الجمهور على هذا النوع من التعليم لاسباب نفسية وعقلية فاستنجدت السلطة بأعيان المدينة لاقناع الناس والتأثير عليهم لإرسال ابنائهم إلى هذه المدرسة، وكان والد المترجم جارا لخليفة المدينة السيد عمر قدور فاستدعاه والح عليه في توجيه ابنه إلى المدرسة فلبى رغبته فدخل هاته المدرسة، وأقبل على تعلم اللغة الفرنسية، ويحضر بجامع المدرسة دروس العربية التي يلقيها الشيخ أحمد الفراتي باش مفتي المدينة، ولم يكد يجاوز ثلاث سنوات من التعلم بهاته المدرسة حتى أصيب برمد شديد في عينه اليسرى، واليمنى فقدها من قبل