والنفرة: أنا ما أعرف الذي تريده أنت من رفع هذه الأشياء على أنها أخبار لمبتدآت مقدرة أي هذه فتكات لحظك أم كذا؟ وأنا الذي أريده أغزل وأقدح وتقديره، أقاسي فتكات لحظك أم أقاسي سيوف أبيك، وأرشف كئوس خمرك أم مراشف فيك فأخجل الشيخ بهاء الدين وقال له: يا مولانا: فلأي شيء ما تتصدر، وتشغل الناس، فقال استخفافا بالنحو واحتقارا له: وأيش هو النحو في الدنيا، النحو علم يذكر، أو كما قال:
وأخبر عن نفسه أنه لما أوقفه فتح الدين بن سيد الناس على السيرة التي عملها علّم فيها على مائة وأربعين موضعا أو مائة وعشرين موضعا السهو منه أو كما قال: وقد رآه بعضهم يواقف الشيخ فتح الدين في أسماء الرجال، ويكشف عنها فيظهر الصواب مع ركن الدين.
جاء إليه إنسان يصحح عليه «أمالي القالي» فكان يسبقه إلى ألفاظ الكتاب فبهت ذلك الرجل، فقال له: لي عشرون سنة ما كررت عليها.
وتولى نيابة الحكم بالقاهرة لقاضي القضاة المالكي مدة، ثم إنه تركها تدينا منه وقال: يتعذر فيها براءة الذمة وكانت سيرته فيها جميلة، لم يسمع عنه أنه ارتشى في حكومة، ولا حابى أحدا.