ادريس بن محفوظ ابن الحاج أحمد الشريف البكري، الفقيه، الشاعر، نزحت عائلته من بلدة دلّس بالجزائر فرارا من الاحتلال الفرنسي، وذلك سنة ١٢٦٢/ ١٨٤٦، واستوطنت ببنزرت.
ولد بحومة المنزه ببنزرت، وبعد سنة توفي والده فكفله جده الحاج أحمد، ثم عمه الفقيه الحاج محمد الشريف.
حفظ القرآن ببلده ثم التحق بجامع الزيتونة، وجوّد القرآن بقراءة نافع عن الشيخ المقرئ محمد البشير التواتي، وقضى سنوات في التعلم على أعلام منهم: سالم بو حاجب، والعربي الميزوني، وعمر بن الشيخ، وحسين بن حسين، ومحمد النجار، ومحمد الطيب النيفر، ومحمد السماتي، ومحمد بيرم القاضي الحنفي، ومحمد جعيط، ومحمد الصادق الشاهد، ومحمد المكي بن عزوز، ومحمد بن محمود.
وبعد إحرازه على شهادة التطويع سنة ١٣١٣/ ١٨٩٥ بقي سبع سنوات يدرس متطوعا في جامع الزيتونة، ويقضي بقية أوقاته مصححا بالمطبعة الرسمية، ثم رجع إلى بلده بنزرت في سنة ١٣٢١/ ١٩٠٤ ولم يباشر خطة العدالة الممنوحة له ضمن أمر التطويع حيث كان في كفاف من العيش، ولذا فضل أن ينفع بدروسه، وانكب على الدراسة والتأليف إلى أن صدر له أمر التدريس سنة ١٩١٠ فصار يقرئ نهارا التلامذة بالجامع الكبير، وليلا عامة الناس بمسجد ابن عبد الرحمن، وبدروسه استفاد خيرة شباب بنزرت، وقد كان الإقبال عليها يزداد من يوم لآخر، وذلك بوصية من زعيم بنزرت الحبيب بوقطفة (١٩٠٠ - ١٩٤٣)، قال الأستاذ رشيد الذوادي: «ومما يذكر