الطاهر بن علي بن بلقاسم الحداد، الكاتب الأديب الشاعر الصحفي، نصير المرأة، وأحد مؤسسي الحركة النقابية الأولى، أصله من فطناسة من قرى حامة قابس، ومولده ونشأته بالعاصمة، وهو ينحدر من أسرة عمالية فقيرة، حفظ القرآن بأحد الكتاتيب ثم التحق بجامع الزيتونة سنة ١٣٣٠/ ١٩١٤، ولبث مواصلا للدراسة به ثماني سنوات بدلا من سبع لأن شيخ الإسلام الحنفي أحمد بيرم منعه هو ورفاقه من اجتياز الامتحان في نهاية السنة السابعة لعدم توفر بعض الشروط في الدراسة حسب القانون، وأحرز على شهادة التطويع عام ١٣٣٦/ ١٩٢٠ وتابع دروس الحقوق التونسية، وأحرز على الجزء الأول من شهادتها أما الجزء الثاني وهو الجزء النهائي فقد منعه مدير العدلية التونسية - وهو آنذاك فرنسي - من اجتياز الامتحان بناء على ما لديه من تعليمات، لأن جلالة الباي تداخل وطلب منعه من اجتياز الامتحان، وذلك على اثر الحملة الشعواء التي قامت ضده بعد صدور كتابه «امرأتنا في الشريعة والمجتمع» والذين اتصلوا بالباي، وأبدوا له هذه الرغبة هم رجال الشريعة، ومن الملاحظ أنه بعد صدور هذا الكتاب جرّد من شهادة التطويع، ومثل هذه المواقف من علماء جامع الزيتونة ورجال الشريعة تدعو إلى الاستغراب، فإذا كان الحداد عندهم ملحدا وزائغا يكون من حقهم منعه من التدريس أو مباشرة أية وظيفة ادارية في جامع الزيتونة أو الفروع التابعة له، أما بدعة تجريده من شهادة علمية أحرز عليها بجهده وكفاءته فأمر غير مقبول ولا معقول، فما معنى استردادها منه؟ هل هي منحة أو هبة يستردونها متى أرادوا إذا غضبوا؟ وهو اجراء ظالم من الحكمة عدم تبنيه والأخذ به، لكن الأزهر قد سبقهم