محمد بن قاسم بن محمد بن عبد العزيز القرشي المخزومي القفصي، أبو عبد الله، الفقيه المحدث الزاهد.
أخذ العلم بقفصة عن جماعة كأبي عبد الله الدكالي، وارتحل إلى الحجاز في أواخر القرن الثامن فجاور بمكة نحو ثلاث سنين، ثم توجه منها ماشيا إلى المدينة المنورة، فأقام بها أكثر من سنة. ثم عاد إلى مكة، ثم سافر إلى القاهرة، فأقام بها مدة، ثم رجع إلى قفصة فلبث مقيما بها إلى سنة ٨١٥/ ١٤١٣، ثم تحول إلى الحجاز بأهله فجاور بمكة سبع سنين، ثم رجع إلى القاهرة فانقطع بها بمدرسة شيخ الشيوخ نظام الدين بالصحراء قرب قلعة الجبل، ولم يقصد الإقامة بالقاهرة إنما كانت نيته المجيء من بلده للمجاورة بأحد المساجد الثلاثة. ولكن اعتقده الظاهر جقمق وأحبه واغتبط به، ولم يسمح بفراقه بحيث إنه لما رام التوجه إلى مكة كاد يكفه عنه، وسافر في موسم سنة ٨٤٢/ ١٤٤٠ فلم يلبث أن مرض بعد إتمامه الحج، ومات بمكة في مستهل محرم.
وكان إماما زاهدا ورعا مديما الانقطاع إلى الله من صغره لا يتردد على أحد، سيماء الخير لائحة عليه كريما ريضا ضليعا في علم السنة، كثير الاطّلاع على الخلاف العالي والنازل، يكثر من مطالعة التمهيد لابن عبد البر، وكان لا يعرف العربية، كذا نعته السخاوي، وممن أخذ عنه النجم بن فهد.