للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٣٤ - السدويكشي (كان حيا ١٠٦٨ هـ‍) (١٦٥٩ م)]

عبد الله بن سعيد السدويكشي الجربي الأباضي، ينسب إلى جهة سدويكش المعروفة بجربة.

نظم مجالس وعظية في أهم مساجد جربة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان يستعمل وسائل متنوعة لاستهواء العامة وترغيبهم في حضور تلك المجالس التي صار عدد أصحابها يزداد من يوم لآخر، حتى أثمرت ثمارها الزكية، فكانت سببا في الرفع من مستوى الطبقات الشعبية، وبعث وعي إسلامي بينها، ولم يكتف بهذا بل جمع حوله عددا من خيرة الشبان، وكون لهم مدرسة في بني لاكين، وهو المعروف اليوم بجامع تلاكين في حومة غيزن قرب شاطئ سيدي محرز الشهير بنشاطه السياحي وبفضل الشيخ السدويكشي صار لهذا الجامع ازدهاره، وأصبح مقصد طلاب العلم من داخل الجزيرة وخارجها وتخرج منه عدد من العلماء الأعلام في مقدمتهم الشيخ أبو ستة الملقب بالمحشي لكثرة حواشيه عند ما سمي ابن أبي الجلود واليا على جربة، ورأى الناس لم يقيموا له وزنا ولم يعد له دور سوى جباية الاداءات بالقهر فهاله ما رأى من التفاف الناس حول العزابة وتعظيمهم لرئيسها فأراد أن يهين صاحب الترجمة وأن يصغر من قيمته فأجبره على أن يلبس طاقية من القماش الأبيض عوضا عن العمامة مثل لباس أطفال ذلك العصر، واضطر الشيخ أمام التهديد إلى لبسها، لكن سرعان ما أصبحت لباس جماعة العزابة وكافة العلماء وبصفة عامة عند الأباضيين لا في جزيرة جربة فقط بل انتقلت إلى الجنوب التونسي وليبيا ووادي ميزاب بالجزائر وإلى اليوم ما زالت بعض الجهات تتخذها علامة على رجال الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>