محمد بن خليفة المدني، أصله من تونس من أولاد الرقاع، الفقيه، الأديب، المسند، الرحّال، الواسع الاطّلاع.
رحل صغيرا إلى المدينة المنورة وتديّرها، ثم رحل إلى مصر، وتونس، ودخل بعض مدنها كالقيروان، والمنستير، ودخل الجزائر، وفاس، ومراكش، وغيرهما من مدن المغرب الأقصى، وفي كل بلد رحل إليه روى عن علمائه، وروى عن مؤلفي زمانه مؤلفاتهم كالشيخ رحمة الله الهندي صاحب «إظهار الحق» ورحمة الله محمد حقّي النازلي صاحب «خزينة الأسرار»، وأحمد دحلان المكّي، ومحمد بن أبي خضير المدني، وعمر بن إبراهيم سرّي المدني، ومحمد بن عمر بالي المدني، ومحمد بن خليل القاوقجي الطرابلسي اللبناني، وهو أعلى من لقي، وأعظمهم شهرة، وجعفر بن إسماعيل البرزنجي المدني، ومحمد الانبابي المصري مفتي المالكية، وروى عن مفتي القيروان محمد الصدام، وحمودة الصدام، ومحمد عظوم، وبالمنستير عن محمد الجدي بوزقرّوباش مفتيها، وبمدينة تونس عن عمر بن الشيخ، ومحمد الطيب النيفر، وسالم بو حاجب، وقاضي القيروان الشيخ محمد بوهاها، وبالجملة فمشايخه الذين لقيهم شرقا وغربا فيهم كثرة.
وله شعر وكان جمّاعة للكتب والدواوين بالشراء والاستنساخ فحصل على عدة صناديق ضاعت وتفرقت بموته في مكناس غريبا.