ولد في بلدة أكودة من ولاية سوسة، وتلقى التعلّم الثانوي في المدرسة الصادقية، وأتقن بها من اللغات التركية، والفرنسية، والإيطالية.
وبمواهبه واجتهاده جذب أنظار الوزير خير الدين الذي دعاه مرات إلى تناول الطعام على مائدته، وجعله من كتّاب ديوانه لأن مواهب هذا الطالب أعجبته، وعند ما بارح خير الدين تونس سنة ١٢٩٥ هـ واستقر باستانبول، استدعى المترجم فالتحق به، وسكن في قصر خير الدين بإستانبول، وتعرّف بروّاد القصر من الشخصيات المرموقة، وأتقن اللغة التركية إتقانا جيدا، وعند ما أصبح خير الدين رئيسا لمجلس التاج مدى الحياة قدّمه للسلطان عبد الحميد الثاني بصفة كاتب للبعثة العلمية برئاسة الشيخ محمود بن التلاميد التّركزي الشنقيطي للبحث عن المخطوطات العربية في إسبانيا، وفرنسا، وإنكلترا.
وسافرت البعثة من إستانبول في ٨ سبتمبر ١٨٧٨، ونزلت لبضعة أيام في مرسيليا، وبعد وقفة قصيرة في باردو دخلت إسبانيا، ووصلت إلى مدريد، ثم دخلت دير الإسكوريال حيث شرعت في العمل بدون تأخير في فحص وفهرسة المخطوطات النادرة، وبالرغم من صعوبة العمل وفنيّته فإن أعضاء البعثة أنهوا العمل في بضعة أسابيع.