أحمد بن حسين القمّار (بالقاف المعقودة) الكافي، ينحدر من أسرة نبيهة في بلد الكاف تداول أفرادها المناصب السياسية المحلية، ومال هو إلى طلب العلم فبعد حفظه للقرآن الكريم قرر الالتحاق بجامع الزيتونة، ولبى والده رغبته فانتقل مع العائلة إلى السكنى بتونس للقيام بضروريات ابنه الذي اختار السكنى بمدارس الطلبة، فسكن بالمدرسة السليمانية، واختص بشيخها محمد الطاهر بن مسعود، وقرأ عليه الفقه، والنحو، والبلاغة، والأصول، والمنطق، ولما توفي شيخه هذا انتقل إلى السكنى بمدرسة يوسف صاحب الطابع، وصار مواظبا على حضور الدروس العلمية التي تلقى بجامع يوسف صاحب الطابع، فلازم الشيخ إبراهيم الرياحي، وقرأ عليه تفسير البيضاوي، وشرح القسطلاني على البخاري، ومختصر خليل في الفقه، وأجازه بما في ثبت الأمير، وثبت أحمد الصباغ الإسكندري، وقرأ على أحمد الأبي الشرح المختصر في البلاغة على التلخيص لسعد الدين التفتازاني، وغالب شرح جمع الجوامع للمحلي فيه أصول الفقه، وقرأ على غيرهما.
ويبدو من هذا أن جامع صاحب الطابع في طوره الأخير كانت تلقى في دروس المرحلة العالية.
وبعد استكمال تحصيله وتخرجه طلبه شيخه إبراهيم الرياحي ليقرئ ابنه الطيب النحو وغيره، وكان يعرف منزلته، ويشهد له بالتقدم، فامتثل أمر شيخه وقال له: تأتيه كل يوم إلى الدار، فقال له