محمد بن محمد بن حمودة ابن الحاج حمودة بن علي المهيري، المفسر الفقيه المحقق المائل إلى الاجتهاد وإعمال العقل، المشارك في علوم، الناظم، وله شعر قليل .. ينتسب إلى مهيرة من قضاعة المستقرة بشرقي اليمن، ومن أفرادها سليمان المهيري من مشاهير البحارين الملقب بمعلم البحر (نحو ١٥٥٤ م) وله مؤلفات تعرض فيها لأحوال النجوم والرياح ونواميسها في أنواء البحار، ووصف الطرق البحرية بين بلاد العرب والهند وأندونيسيا واليمن. خرج من هذه القبيلة أفراد إلى صحارى مصر حيث أسسوا مقبرة خاصة بهم تزيد على ميل تعرف بمقبرة آل المهيري إلى اليوم. قدم أفراد من هذه الأسرة إلى صفاقس وتوجه البعض منها إلى سوسة، وآخر إلى جربة في أيام عامل صفاقس محمد المكني المستقل عن الدولة الحفصية (القرن العاشر هـ) والذي أزاله القائد التركي درغوث باشا.
تلقى المترجم تعلمه الابتدائي ببلدة صفاقس فدخل الكتاب وحفظ القرآن، وكان مؤدبه الحاج علي المصمودي من طلبة العلم فتلقى عنه مبادئ العلوم النحوية والدينية، ووجهه للالتحاق بالجامع الكبير، فأخذ فيه عن الشيخ الحاج محمد القفال الأزهرية، والقطر، وعن الشيخ محمد السلامي القطر، وشرح المكودي على ألفية ابن مالك، وعن الشيخ محمود الشرفي الأزهري الفقه والنحو، وعن الشيخ محمد بن يوسف الكافي أقرب المسالك للدردير في الفقه. ثم ارتحل إلى تونس في شوال سنة ١٣٢٠/ ١٩٠٣ والتحق بجامع الزيتونة فقرأ على المشايخ: حسين بن