حسين، وحميدة بيرم المفتي الحنفي، وصالح الهواري، وخليفة الجريدي قرأ عليه الجامع الصغير للسيوطي، وعلي الشنوفي قرأ عليه كتاب التنقيح للقرافي في الأصول، ومحمد الصادق النيفر قرأ عليه شرح التاودي على تحفة ابن عاصم، وشرح البردة، وغير ذلك، ومحمد النجار، وتابع دروس الخلدونية، ومن أساتذته فيها البشير صفر، وأحرز على شهادة التطويع سنة ١٣٢٤/ ١٩٠٦ وكان من أول الناجحين.
تصدى للتدريس بالجامع الكبير بصفاقس، وسمي عدلا موثقا، وباشر الخطة بنيابة جمعية الأوقاف بصفاقس عوضا عن شيخه محمد السلامي الذي ارتقى إلى وظيفة نائب الأوقاف بصفاقس في ديسمبر ١٩١٣.
سمي مفتيا بصفاقس في ربيع الثاني /١٣٦٠ غرة ماي ١٩٤١، وفي شوال ١٣٥١/ ٩ فيفري ١٩٣١ سمي إماما نائبا وخطيبا بجامع النخلة سيدي المسدي، وسمي إماما أولا به في ١٨ ذي القعدة ١٣٦١، ٢٦ نوفمبر ١٩٤٢.
وفي ذي الحجة /١٣٦٧/ ١٧ أكتوبر ١٩٤٨ ارتقى إلى خطة باش مفتي، وعند ما وقع توحيد القضاء بعد الاستقلال ألحق بمحكمة الاستئناف بصفاقس، ثم أحيل على التقاعد.
كان قوي الشخصية في دروسه مع ميله إلى الانبساط والبعد عن التجهم، وهو في دروسه يستشهد كثيرا بالأحاديث الصحيحة، وكتب شروح الحديث على طرف اللسان كشرح الأبي على مسلم، وفتح الباري لابن حجر، عدا ما ينثره من فرائد منتزعة من تفسير القرآن الكريم، وهو واسع الاطلاع على الدواوين الفقهية كالمعيار للونشريسي، والمعيار الجديد للمهدي الوزاني وغير ذلك، وهو يكثر النقل من الكتابين الأخيرين في دروسه، وكان يقضي سحابة يومه يلقي الدروس بالجامع