«ولما أسندت إليه مشيخة الإسلام الحنفية قام بأعبائها سبع سنين في نشاط لائق وحكمة في إدارة المجلس الحنفي ودقة في إجراء النوازل لا تبقي وراءها مجالا للنظر، واستمر قائما بأعباء هذا العمل إلى أن اختاره الله لجواره صباح يوم الخميس في ٢٥ شوال ١٣٥٨، ورفع جثمانه من منزله صباح الجمعة بمحضر الأمير أحمد باشا باي الثاني، وصلّى عليه بساحة القصبة، ودفن بمقبرة الزلاج.
وهو في الأدب كثير الميل إلى الناحية الفنية، ولذلك كان يتعصب للشعر الأندلسي، ويعكف على مطالعة نفح الطيب، ويذهب مذهب الأندلسيين في تفضيل طريقة البحتري على طريقة أبي تمّام والمتنبي، فكان يرى أن العمل الفني الشعري هو العمل الذي يعدّ ابتكار المعنى من اختيار الألفاظ والذوق في تركيبها وصبغ التركيب صبغة تحسين بها تلقي النفوس للمعاني التي يريد الشاعر أداءها، فذلك هو الفن الشعري عنده، وذلك هو عمل الشعراء الذين تفاوتوا في إجادته، وكان يرى أن للأذن حكما لا يرفض في هذا الغرض.
قام بتدريس مقامات الحريري بجامع الزيتونة في حدود سنة ١٣١٥ «وعلى أصوله النقدية هذّب شعره ونثره حتى أتى في النثر بالمتين المعجب، وفي الشعر بالرقيق المغرب».
[مؤلفاته]
١) رسالة أدبية حرّرها لأحد أصدقائه يردّ مذهبه في تفضيل المتنبي على البحتري، ويوضّح أن مدار جودة الشعر في نظره على الرقة والسلامة.
[المرجع]
- تراجم الأعلام للعلاّمة محمد الفاضل بن عاشور ص ٢٦١ - ٢٧٠.