أحمد الدرعي، الكاتب المفكر، رجل القانون، صديق الطاهر الحداد ونصيره.
ولد بتونس، وتعلم بإحدى المدارس الابتدائية، ثم التحق بجامع الزيتونة، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع عام ١٩٢٠، ثم تابع دروس المدرسة العليا للآداب العربية، وأحرز على ديبلومها، ثم تابع دروس الحقوق التونسية، وأحرز على شهادتها. واشتغل سنوات قبل الحرب العالمية الثانية مترجما بادارة الفلاحة، وبعدها في أعقاب الحرب باشر مهنة المحاماة، ثم اختار الالتحاق بسلك القضاء العدلي بعد الاستقلال إلى أن توفي.
انتسب إلى الحزب الدستوري القديم، وعمل مع الحداد، والدكتور محمد علي في الكفاح النقابي والاجتماعي. قال عنه صديقه الحداد في كتابه «العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية»، «هو من خيرة الشباب الساعين لخير بلادهم بشعور حي وفكرة صحيحة وعميقة، يؤمن بأولوية الحركة الاجتماعية ويراها منبع القوة الشعبية وسبيل الفوز في الحياة، هو قليل الإيمان بالأفكار السلبية القائمة على مجرد الجدل والحق المنطقي، فمجيء الحركة النقابية قد كان باعثا قويا لنشاطه، ملآنة نفسه ببؤس البائسين وأنين المظلومين، فهو كئيب بكآبتهم ومتألم بألمهم، كان في مجموع أعماله مثالا واضحا للأخلاق والتضحية ونضوج الرأي وزكاء النفس».
وقد كان هو والحداد وأفراد آخرون قلائل يمثلون الجناح اليساري التقدمي في الحزب، وانفصل من الحزب بعد تغذية هذا الأخير الحملة ضد الحداد.