وله موقف شجاع كان له صدى كبير في وقته، وذلك عند صدور أوامر التجنيس سنة ١٩٢٢ فأرسل إلى الباي محمد الحبيب برقية ضمنها بيتا لابن رشيق قائلا في أولها:«إن تم هذا يكون ملكك كما قال الشاعر:
القاب سلطنة في غير مملكة ... كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
فحكم عليه من أجلها بالسجن مع الإسعاف بقانون التأجيل، قال عنه أحمد توفيق المدني: «هو من خيرة شبابنا علما وعملا». (حياة كفاح ١/ ٢٨٣).
وقد ساهم في إنشاء كثير من الجمعيات والعمل ضمن مشاريع خيرية أفادت الشعب التونسي منها جمعية المساكن الرخيصة، وآخر عمل قام به في هذا الميدان مساهمته في تأسيس الاتحاد القومي للمكفوفين.
وكان رجلا اجتماعيا لين الجانب قوي التفكير واسع الأفق.
وقد عاش مناصرا لآراء الحداد. وبعد وفاة هذا الأخير لم يتوان عن تأييده بالكتابة كلما سنحت الفرصة، وما زلت اتذكر أنه حوالي عام ١٩٣٧ كتب في جريدة «البوق» لصاحبها عزّ الدين بلحاج مقالا عنوانه: «الاشراك بالله والتغرير بالناس» رد به على بعضهم، وأثار مقاله عاصفة من الردود منها مقال تافه في جريدة «النهضة» عنوانه «جرثومة الالحاد تتحرك».
وفي الخمسينات نشر سلسلة من الفصول في جريدة «الصباح» في نقد مجلة الاجراءات الشرعية لواضعها الشيخ محمد العزيز جعيط شيخ الإسلام المالكي. ومن جملة عيوب هذه المجلة هو الجمود الغريب على أقوال بعض الفقهاء التي تجاوزتها الأحداث، ولم يعد مستساغا التمسك بها في حياتنا الحاضرة كالتفريق بين قاضي الحاضرة وغيره في بعض الاجراءات القضائية، وهو رأي يعبر عن اتجاه طبقي لا سند له إلا اجتهاد شخصي، ولو ألقى واضع المجلة المذكورة نظرة عابرة على مجلة قانون المرافعات المدنية لالغى هذا الفصل بدون توقف، وأقوال الفقهاء الاجتهادية لا قداسة لها حتى يقع التشبث بها رغم تطور الأحوال وتغير الظروف.