بدأ نشاطه الثقافي برسم الصور الكاريكاتورية، ونظم الأغاني وعمره خمس عشرة سنة (١٩٢٤)، وكان يطالع ويكتب بالليل ويبقى ساهرا إلى مطلع الفجر، فهو يشبه لسان الدين بن الخطيب الذي كان مصابا بداء الأرق ويتفرغ في الليل للمطالعة والتأليف.
وكان مغرما بالمطالعة، يطالع ما يقع تحت يديه من كتب ومجلات عربية وفرنسية، وله ولوع بمؤلفات شكسبير، وبودلير، وآثار أدباء المهجر.
ومن خلال مجالسه مع أدباء تحت السور ولقاءاته الأدبية مع أدباء آخرين بمنزله بنهج سيدي بالنعيم فيما بين أعوام ١٩٢٩ - ١٩٤٩ تمكن من الاطلاع على دواوين كبار الشعراء الفرنسيين خاصة ديوان «ازهار الشر» لبودلير، ودراسة انتاج أدباء المهجر، ومجموعات مجلة «روز اليوسف»، وهذا الاطلاع المتنوع مكنه من التعمق في فنون الأدب، وكشف له أسرار الصناعة والخبرة بأساليب التعبير مما استفاد منه في انتاجه، وانعكست عليه آثار ما طالعه وهضمه، وبدأ أديبا لامعا وقصاصا بارعا.
وظل يغذي الصحف والمجلات بانتاجه المتنوع من مقالات نقدية وأدبية، وقصص، وأغان، وأزجال، وأشعار كتب في جريدة «السرور» عام ١٩٣٦ مقالات مازحة وكتب في جريدة «الزهرة» سلسلة من الملاحظات بعنوان «زاويتي» ونشر في جريدة «الأسبوع» عن جماعة أدباء تحت السور، كما نشر مقالات في مجلة «العالم الأدبي» ومجلة «المباحث».
[- مؤلفاته]
١) جولة بين حانات الأبيض المتوسط. نشرها تباعا في مجلة العالم الأدبي سنة ١٩٣٥ وأعيد نشرها بمجلة «المباحث» سنة ١٩٤٤ وط. بتونس سنة ١٩٦٢.
٢) سهرت منه الليالي، مجموعة قصص.
ومثل هذين التأليفين لا يعطيان صورة كاملة عن نشاطه الغزير المتنوع في الانتاج. والأدب التونسي الحديث مشتت في الصحف