للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سرطان الاستعمار في مختلف الميادين كالتعليم والقضاء والصحة والإدارة.

[المرجع]

الحبيب ثامر (سلسلة عظماء بلادي) لرشيد الذوادي ط تونس سنة ١٩٧٧.

* * *

[١١٢ - الثعالبي (١٢٩١ - ١٣٦٣ هـ‍) (١٨٧٩ - ١٩٤٤ م)]

عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الرحمن الثعالبي، الزعيم السياسي، والخطيب الساحر والكاتب المفكر، والمصلح الإسلامي، والمؤرخ. أصله من أسرة جزائرية هاجرت إلى تونس بعد الاحتلال. ولد بتونس ونشأ في كنف جده الذي شارك في المعارك ضد الاحتلال الفرنسي وكان جسمه لا يخلو من أثر الجراح.

ودخل المترجم له الكتاب فحفظ القرآن، وأتم الدراسة الأولية في البيت على مدرس خاص، فقرأ النحو والعقائد وشيئا قليلا من الأدب، ثم دخل مدرسة باب سويقة الابتدائية ثم التحق بجامع الزيتونة، ومن أشهر شيوخه العلامة الشيخ سالم بو حاجب، كما تابع دروس المدرسة الخلدونية ومن أبرز أساتذته فيها أبو النهضة البشير صفر، وبارح جامع الزيتونة قبل إتمام الدراسة والإحراز على شهادة التطويع.

وفي سنة ١٩٠٧ عمل في حزب الزعيم علي باش حانة (الشباب التونسي) وكتب في جريدتي «المبشر» و «المنتظر» فعطلتهما الحكومة، ثم أصدر جريدة «سبل الرشاد» التي عطلتها الحكومة بعد سنة من صدورها، وأصدرت قانونا قيدت به الصحافة، وبعد تعطيلها سافر إلى مصر سنة ١٩٠١، وهناك التقى بالشيخ محمد عبده والشيخ محمد رشيد رضا وجلس في حلقتيهما، وتأثر بدعوتهما في الإصلاح الديني والاجتماعي. قال العلامة المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: «وبلغ السيل الزبي سنة ١٣٢٠/ ١٩٠١ لما ظهر بمدينة تونس شاب كان من طلبة جامع الزيتونة والخلدونية المنقطعين للشيخ سالم بو حاجب والأستاذ البشير صفر.

أصدر جريدة سماها «سبل الرشاد» ولم يلبث أن عطلها وسافر إلى الأستانة ومصر، وعاد منهما غريب الشكل والنزعة والمنطق والقلم، يتكلم بأفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وبعجب بالكواكبي وحسن حسني الطوبراني وعلي يوسف، ويدعو إلى التطور والحرية وفهم أسرار الدين وأسرار الوجود، ويغري بمقالات الحكماء والطبيعيين، ذلك هو الشيخ عبد العزيز الثعالبي الذي لم يكد يرجع من مصر حتى أحاطت به هالة من أهل العلم والأدب وأصبحت الزم له من ظله، فكان ينتقل بهم في مجامع العاصمة ناديا سيارا مأخوذين بحلاوة

<<  <  ج: ص:  >  >>