الله به، وذكر رجلا آخر قد صحب السلطان فقال بحر من البحور ما نفعنا الله بعلمه.
وسبب موته أن محمد بن مقاتل العكّي أمير إفريقية كان يلاطف الطاغية (صاحب صقلية)، ويبعث إليه بالألطاف، فيكافئه الطاغية، فكتب إليه الطاغية أن ابعث إلينا بالنحاس والحديد والسلاح، فلما عزم العكي على ذلك وعظه البهلول لتزول عنه الحجة من الله فلما ألحّ في ذلك بعث إليه من ضربه أسواطا دون العشرين فبرئت كلها إلا أثر سوط واحد نغل فكان سبب موته، وأرسل إليه العكي بكسوة وكيس فأبى البهلول أن يقبلها، فقال له رسوله: يقول لك العكي: إذا كنت لم تقبل مني فاجعلني في حلّ، فقال له البهلول: قل له ما حللت يدي من العقالين حتى جعلتك في حلّ، واغتمّ العكّي لذلك وندم.
وكانت وفاته بالقيروان ودفن بباب سلم.
له ديوان في الفقه، والغالب عليه اتباع مالك، وربما مال إلى قول الثوري.