٥٣ - البليّش (١٣١٧ - ١٣٨٤ هـ) (١٨٩٩ - ١٩٦٤ م)
محمد الصادق ابن الشيخ محمد بن الشيخ حمودة البلّيش الصنهاجي القيرواني، الفقيه من أعلام المذهب الحنفي، والخطيب المفوّه.
نشأ في بيت علم وتقوى. قرأ القرآن العظيم وأخذ مبادئ العلوم على المشايخ: البشير غانم، ومحمد الأسود الفهيم، ومحمد شويشة، ومحمد فلح.
وفي عام ١٩١٣ التحق بجامع الزيتونة، وأخذ عن أعلامه كبلحسن النجار، والشقيقين إبراهيم والبشير النيفر، ومحمد العزيز جعيط، ومحمد النخلي القيرواني، ومحمد الصادق النيفر ومحمد بن يوسف شيخ الإسلام الحنفي، وأحرز على شهادة التطويع سنة ١٩١٧ وتابع دروس المرتبة العليا بجامع الزيتونة وأقرأ دروسا من سنة ١٩١٨ إلى سنة ١٩٢١.
انتدبه القاضي الحنفي بتونس الشيخ محمد رضوان السوسي لكتابته الخاصة بالديوان الشرعي وعهد إليه بتحرير الرسائل والأذون الشرعية الهامة وإعداد مسودات الأحكام، وتمثيله في المقابلات الوزيرية والإدارية بداية من شهر ماي ١٩٢١.
وفي عام ١٩٢٦ نجح في مناظرة كتبة رسميين فتحتها وزارة العدلية وتولى كتابة الدائرة الثالثة ثم الدائرة الرابعة، واعتمده وزراء العدلية في إعداد معروضات الترجيح بين آراء شيوخ المجلس الشرعي الحنفي فيما يكون محل خلاف بينهم، ويصدر بشأنه معروض ملكي، ولهذا أسندت إليه رئاسة الدائرة الرابعة على إثر وفاة الشيخ محمد بوشارب الهلالي (من بلدة قصر هلال) آخر سنة ١٩٤٠.
وفي خلال سنة ١٩٤١ رقّي إلى رتبة مفت حنفي بالقيروان مع استمرار تكليفه بالدائرة الرابعة. وفي سنة ١٩٥١ أعفي - وهو بالأراضي المقدسة - من رئاسة الدائرة الرابعة، وكلف بالقضاء الحنفي لفصل القضايا المنشورة بدائرة قضاء القيروان.
وحوالى سنة ١٩٥٠ تولى تحرير محضر جلسات المجلة الشرعية بوصفه كاتبا للجنة المجلة التي عملت طويلا برئاسة الشيخ محمد العزيز جعيط.
وفي سنة ١٩٥٦ أحيل على التقاعد فتفرّغ للإمامة والخطابة بجامع محمد أبي الخيرات الحنفي بالقيروان، وقراءة الصحيحين في مقام أبي زمعة البلوي.
كان يستظهر جميع مسائل الفتاوى الهندية، والفتاوى الخانية، والكنز، والبحر، ويعرف مسائل الخلاف والوفاق بين أبي حنيفة وأبي يوسف.
قام بثلاث رحلات إلى مصر، وسوريا، ولبنان، والمسجد الأقصى، والحرمين الشريفين خلال أعوام ١٩٥١، ١٩٥٤، ١٩٦٤ وفي كل مرة يقيم بالمدينة المنورة شهرين يختم القرآن في