للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٠٦ - رضوان (١٢٤٤ - ١٣٢٢ هـ‍) (١٨٢٩ - ١٩١٤ م)]

مصطفى بن علي رضوان، الفقيه الأديب الرياضي.

ولد بمدينة سوسة في أسرة منحدرة من الجنود الأتراك، قرأ في الكتاب وحفظ القرآن الكريم وبعد ذلك طلب العلم على شيوخ بلده، ثم التحق بجامع الزيتونة سنة ١٢٦٠/ ١٨٤٤ وقرأ على اعلامه كشيخ الإسلام محمد بن الخوجة، وشيخ الإسلام محمد معاوية، ومحمد النيفر، وغيرهم.

وكان فقيرا لقي في مبتدأ أمر الإقامة بتونس ضيقا وعسرا استعان على التغلب عليهما بالصبر وبخطه الجميل، فقد نسخ كتبا نادرة للمولعين من أصحاب الخزائن، واكتسب ما يعينه على مواصلة طلب العلم.

واتصل بأمير اللواء عامل سوسة، محمد خزنه دار الوزير فيما بعد، وذلك أنه امتدحه بقصيدة اعتنى بتجويد خطها، فقربه واستكتبه في دائرة عمله سنة ١٢٦٢/ ١٨٤٦ مع السماح له بالاستمرار في مزاولة دروسه، وأصبح العامل محمد خزنه دار يعتمد عليه في شئونه الرسمية والخصوصية لما ظهرت عليه مواهب متعددة من أصالة رأي، وبراعة في التحرير، وباع طويلا في الحسابيات.

ففي سنة ١٢٧٠/ ١٨٥٤ لما قرر المشير الأول أحمد باشا باي إرسال إعانة عسكرية للدولة العثمانية لحرب الروسيا ببلاد القرم، انتدب اللواء محمد خزنه دار للسفر إلى الآستانة لاعداد وسائل نقله الجيش التونسي وتموينه، فسافر معه المترجم كاتبا له في تلك المأمورية، وأقام باستانبول من شوال ١٢٧٠ إلى ربيع الأول سنة ١٢٧١، ولم يلبث محمد خزنه دار طويلا حتى عاد إلى استانبول للقيام بمأمورية أخرى، وذلك بعد موت المشير الأول

<<  <  ج: ص:  >  >>