على قبره من البحر نقل لمقامه المشهور لهذا الوقت، أسس هذا المقام على ضريحي الشيخين الإمامين العالمين أبوي عبد الله محمد المازري ومحمد بن المواز ومن معهما من الفضلاء الأجلاء بعد نقلهم من ضريحهم ليلة الأحد الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة ١١٧٦ وأمر ببنائه علي باشا باي ابن حسين باي.
[مؤلفاته]
١ - أمال على شيء من رسائل إخوان الصفاء سأله الأمير تميم عنه.
٢ - الإنباء على المترجم بالإحياء رد فيه على الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين.
ذكر تاج الدين السبكي في «طبقات الشافعية الكبرى» أثناء ترجمة الإمام الغزالي عنوانا (ذكر كلام الطاغين على هذا الإمام ورده ونقض عرى باطله وهدمه) قال الإمام أبو عبد الله المازري المالكي مجيبا لمن سأله عن حال كتاب إحياء علوم الدين ومصنفه، ثم ساق كلام الإمام المازري (٤/ ١٢٢، ١٢٣ إلى أن قال ص ١٢٤): أما المازري فقيل الخوض في الكلام أقدم لك مقدمة وهي أن هذا الرجل كان من أذكى المغاربة قريحة، وأحدهم ذهنا بحيث اجترأ على شرح البرهان لإمام الحرمين وهو لغز الأمة الذي لا يحوم نحو حماه ولا يدندن حول مغزاه إلاّ غواص على المعاني، ثاقب الذهن، مبرز في العلم، وكان مصمما على مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري - رضي الله عنه - جليلها وحقيرها كبيرها وصغيرها، لا يتعداها ويبدّع من خالفه ولو في النزر اليسير والشيء الحقير، ثم هو مع ذلك مالكي المذهب، شديد الميل إلى مذهبه كثير المناضلة عنه. وهذان الإمامان - أعني إمام الحرمين وتلميذه الغزالي وصلا من التحقيق وسعة الدائرة في العلم إلى المبلغ الذي يعرف كل منصف بأنه ما انتهى إليه