ولد بالمطوية في ٢١ ديسمبر ١٩٢٩، وتلقى تعلمه الابتدائي بها، والثانوي بجامع الزيتونة بتونس، وتخرج منه محرزا على شهادة التحصيل سنة ١٩٥١، وتابع به الدراسة العالية إلى سنة ١٩٥٣، ثم التحق في نفس السنة بكلية الآداب بجامعة عين شمس بالقاهرة، وتخرج منها محرزا على الإجازة في التاريخ سنة ١٩٥٧.
باشر التدريس بالمدرسة الثانوية الزيتونية بسوسة من سنة ١٩٥٧ إلى سنة ١٩٥٨، ثم بالمدرسة الثانوية طريق العين بصفاقس من سنة ١٩٥٨ إلى سنة ١٩٦٣، ثم نقل إلى العاصمة في أكتوبر ١٩٦٣، وآخر مدرسة باشر فيها عمله هي المدرسة العلوية إلى أن لحق بربه مأسوفا عليه مبكيا على شبابه في ٣١ جويلية ١٩٦٥ ببلده المطوية.
عرفته عند ما كنت بسوسة، ولأول لقاء به انعقدت بيننا روابط الأخوة والصداقة، ولما انتقلت إلى صفاقس في السنة الدراسية ١٩٥٩ - ١٩٦٠ جدّدنا العهد، واستمرت الروابط إلى أن فارقنا إلى العاصمة في أوائل شهر أوت، ولم ألتق به حتى قرأت نعيه في الصحف.
وكان في العزم الحرص على لقائه بمكتبة السيد علي الساسي المطوي عند ما أزور العاصمة في أوائل شهر أوت، ولم استكمل قراءة خبر نعيه حتى قذفت بالصحيفة جانبا، وطفر الدمع من عيني وأنا البخيل به، واستغرقت لحظات في دوامة من التفكير الحزين لهول المفاجأة، ومر أمامي