ربيع بن سليمان بن عطاء الله القرشي القطان، أبو سليمان، الفقيه الأديب الشاعر، الناسك الزاهد.
ولد بالقيروان، وسمع بها من أبي بكر بن اللّباد وأبي العرب التميمي، وأبي جعفر القصري، والتمار، وغيرهم، وأخذ النحو عن أبي علي المكفوف، والدارمي، ورحل إلى المشرق فلقي بمصر أبا الحسن الدينوري، وبمكة أبا يعقوب الجوهري، وأبا سعيد بن الأعرابي، وأبا علي بن الكاتب، درّس بالقيروان، وأخذ عنه جماعة، منهم أحمد بن نصر الذي لازمه، وكان من كبار أصحابه. وكان ملازما لحانوته يبيع فيه القطن، وفيه يأتيه من يطلبه ويسأله.
خرج أول مرة إلى الحج سنة ٣٢٣/ ٩٣٥ وهي التي لقي فيها العلماء، وسمع الحديث، وخرج ثانية متنكرا في زي طنجي حتى لا يؤبه به، ويخلص له عمله، فاجتمع في تلك السفرة بجماعة من المتعبدين.
كان عالما بالقرآن وقراءته وتفسيره ومعانيه، حافظا للحديث، عالما بمعانيه ورجاله وغريبه، معتنيا بالمسائل والفقه، وكان لسان أهل إفريقية في الزهد والرقائق، وشعره كثير، وخطبه ورسائله كثيرة، وكان جعل على نفسه أن لا يشبع من طعام ولا نوم حتى يقطع الله دولة بني عبيد، وكان من أكبر الدعاة النشطين للخروج على بني عبيد، وتواعد فقهاء القيروان للخروج على بني عبيد يوم السبت، وركب ربيع القطان فرسه وعليه آلة الحرب وفي عنقه مصحف، وقتل قرب المهدية بالوادي المالح، وقطع