عبد الله الجمّوسي الصفاقسي، الفقيه الناظم، كان يبيع الفحم، ولما تقدمت به السن تعلم القرآن، وتفقه على الشيخ عبد العزيز الفراتي، ولازمه ملازمة تامة في قراءة مختصر خليل، حتى ختمه عليه سبع عشرة مرة، وقرأ على غيره من فقهاء صفاقس.
وبعد ذلك اشتغل بتعليم القرآن، والحديث النبوي، وكان يأتيه أهل البادية للتعلم والتوبة بين يديه.
ولم يتول المناصب، واقتصر على التعليم، واستصدر له أهل بلده أمرا من الباي في حضور مجلس شورى الأحكام يوم الخميس لفصل ما يصعب من نوادر القضايا، فأظهر معارضة للفقهاء والقضاة بحسب اجتهاده، فاستصدروا أمرا آخر في منعه من الحضور، فكان بعد هذا يقول، نعم البلد، ونعم السور، ونعم الناس لولا ما فيهم من المداهنة.