موسى بن عبد الرحمن بن جنوب أو حبيب القطان، أبو الأسود، كان ثقة فقيها حافظا إماما صالحا، ألّف الناس في فضائله.
ولد بالقيروان، وهو من عجم قمودة مولى بني أمية، سمع من سحنون، ومحمد بن عامر الأندلسي، وعلي بن عبد العزيز، وغيرهم.
وروى عنه تميم بن أبي العرب التميمي، وأبو القاسم السدري، وغيرهما وما أعجب أهل مصر بمن قدم عليهم من القيروان إعجابهم به وبأبي العباس بن طالب.
وكان إبراهيم بن أحمد الأغلبي ولاه قضاء طرابلس، فسار بالعدل، ولم يحاب، نفّذ الحقوق، وأخذها للضعيف من القوي، فبغي عليه وأوذي، وحبس في الكنيسة شهرا، ثم أطلق، وكان سبب إطلاقه أن رجلا اشترى حوتا فوجد في بطنه آخر، فاختلفوا هل هو للبائع أو للمشتري؟ فأفتى المترجم إن كان الشراء على الوزن فهو للمشتري، وإن كان على الجزاف فهو للبائع، فقال الوالي مثل هذا لا يحبس، وأطلقه.