محمد بن أحمد الورغي، أبو عبد الله، الفقيه، الأديب الشاعر، مجدّد الشعر العربي غربا وشرقا، والمعيد له رواءه بحسن صياغته وجمال خياله وبعده عن التقليد والاجترار.
ولد بقرية ورغة الواقعة عند جبل ورغة بين قرية الطويرف ومدينة الكاف من جهة ملاّلة.
حفظ القرآن في الكتاب، وبعض المتون، ثم التحق بجامع الزيتونة وقرأ على أعلامه، فأخذ عن أحمد المكودي الفاسي، نزيل تونس، وحمودة الرصاع، وعلي سويسي التفسير والحديث وعلم الكلام وعلوم العربية والمنطق، كما أخذ العلوم الشرعية والحديثية على الشيخ قاسم بن منصور، وأخذ التاريخ والسير والشعر والعلوم الأدبية على المفتي الأديب محمد سعادة المنستيري.
ولما امتلأ وطابه تصدّر للتدريس بجامع الزيتونة «فجلّى في ميدان التحقيق والإفادة، وأحرز السبق في التحرير والإجادة»(عنوان الأريب).
واختاره علي باشا لخاصّته، وقلّده منصب الكتابة بديوان القلم، فأناط عقدها بلبّة حقيق، ومستأهل لها خليق، فحرّر ودبّج، وعطّر أرجاء الأدب وأرّج (عنوان الأريب).
وتقلبت به الأحوال بعد زوال دولة مخدومه علي باشا واستيلاء